نداء إلى النخب في البلدان العربية المُحررة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

النخب التي أقصدها ليست فقط البرلمانات المنتخبة حديثا في تونس والمغرب ومصر وغيرها ولكن ندائي هذا موجه أيضا إلى الحكومات التي تزكيها هذه البرلمانات وكافة دوائر صناعة وتنفيذ القرار في العالم العربي وقبل ذلك كلامي يخص الأحزاب التي تطبخ برامج الحكومات و تتفاوض عليها وأيضا جماعات الضغط بمختلف أشكالها لا سيما النقابات ورجال الأعمال وغرف التجارة والهيئات التعاونية والجمعيات غير الحكومية والمواطنين الذين من واجبهم التواصل مع من انتخبوهم لخدمتهم وكل المهتمين من قريب أو بعيد بالإقتصاد والتقنية أفرادا وجماعات وعلى رأسهم المهتمين بالبرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة...

نحن بحاحة إلى استغلال ريح الحرية التي تهب في عالمنا العربي لاستدراك التأخر الكبير في ميدان التقنية، خصوصا في مجال حيوي كمجال البرمجيات الذي لا يحتاج كثيرا من الاستثمار للنهوض لأن الحواسيب في متناول العامة.  باختصار هذه مجموعة من النصائح العملية للنهوض بهذا المجال:
  1. رد الاعتبار للعلماء و الباحثين و المهندسين و الأساتذة و المعلمين و تشجيع هجرة عكسية للأدمغة نحو البلاد العربية بتوفير سبل العيش الكريم. كمثال يمكن مراجعة أنظمة الهجرة الانتقائية و محفزاتها للكوادر في البلاد الغربية.
  2. إعطاء أولية لتنشيط البحث العلمي والتطوير في مجال الحواسيب والشبكات والبرمجيات عن طريق دعم المخابر الموجودة في الجامعات ماديا ومعنويا والتركيز على الكيف بدل الكم.
  3.  إذا كان لا بد من ابتعاث الطلاب إلى الخارج فلا بد من اشتراط عودتهم واختيار الوجهة المناسبة التي تقبل بهذا الشرط مع التركيز على نقل التقنية التي تخدم المنطقة العربية. مثلا يمكن إعطاء أولية للبحوث التي تهتم بالمعالجة الآلية للغة العربية والبحوث التي تراعي الطبيعة المميزة للمجتمع العربي بعاداته وتقاليده وتراعي عامل المناخ كبحوث الاستفادة من الطاقة الشمسية ... إلخ.
  4. دعم التواصل بين الجامعات بما فيها التواصل بين تخصصات مختلفة من خلال المؤتمرات والنشرات الدورية والتربصات والمسابقات برعاية مشتركة مع القطاع الخاص.
  5. توحيد نظام التعليم العالي في العالم العربي بما فيه الاعتراف المتبادل بالشهادات وسن برامج زيارات للأساتذة والباحثين وأيضا للطلاب على غرار برنامج يراسموس الأوروبي.
  6. ادخال تقنية الحواسيب و الشبكات في أطوار التعليم الثانوي و إضافة باب للتعريف بالبرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة في دروس تقنية البرمجيات مع تجربتها في الفصول التطبيقية.
  7. تشكيل سوق عربية مشتركة بعملة موحدة ومنح حرية التنقل للأشخاص على غرار منطقة شنغين في أوروبا وإعفاء السلع العربية من الرسوم الجمركية خاصة المنتجات التقنية.
  8. إعطاء الأولية في تهيئة البنى التحتية لمشاريع ربط المدن والحضائر بشبكات اتصالات عالية السرعة. مثلا عند بناء طريق سيار سريع يمكن مد ألياف بصرية موازية في نفس الوقت وبتكلفة أقل، كما يمكن توفير شبكات لاسلكية من الجيل الجديد لسكان المناطق النائية.
  9. توفير محاضن للشركات الناشئة في محيط  الجامعات وتقديم التسهيلات الجبائية وتشجيع الشباب على ريادة الأعمال والإبتكار وتوفير الأدوات القانونية واللوجستية لتسريع استثمار الأفكار الجديدة وحمايتها من المنافسة غير الشريفة.
  10. سن قوانين تحمي حقوق التأليف والنسخ والنشر في مجال البرمجيات وتحارب القرصنة.
  11. سن قوانين تمنع براءات الاختراع على البرمجيات. يراجع في هذا الصدد مواقع مثل http://endsoftpatents.org و http://eupat.ffii.org
  12. سن قوانين تمنع احتكار السوق في المجالات التقنية بشكل عام (الاتصالات ، خدمات التزويد بالإنترت، التكوين المهني التقني...).
  13. سن قوانين تجبر الدوائر الحكومية والمتعاملين معها على التفكير في خيار البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة  كبديل أساسي عند اقتناء أو تطوير البرمجيات ﻷي غرض كان، بحيث يتم دراسة جدوى هذا البديل في مقابل الحلول المملوكة واختيار الحل الأنسب من حيث الجودة والتكلفة الاجمالية.
  14. سن قوانين تعطي أولية للشركات والمطورين المحليين في توفير الحلول البرمجية قبل فتح السوق أمام الشركات من خارج العالم العربي.
  15. سن قوانين تفرض على الشركات الأجنبية تعريب منتجاتها التي تسوق عندنا مع مراعاة معايير الجودة المعتمدة في المجمعات اللغوية وتوفير الدعم الفني بيد عاملة محلية وبلغة المستخدمين.
  16. سن قوانين تشترط على الشركات الأجنبية التي تتعاقد مع الحكومات في صفقات كبيرة باستثمار نسبة من أرباحها محليا وفتح فروع عربية للبحث والتطوير وتدريب اليد العاملة والكوادر وليس فقط مجرد فروع تسويق وتحويل العملة الصعبة إلى الخارج.
طبعا القائمة مفتوحة للإثراء من طرف القراء الكرام وأقل ما يمكن المساهمة به هو نشرها وإيصال الأفكار التي ترونها مناسبة إلى ممثليكم في البرلمانات وغيرهم من الفاعلين في الميدان.

تعليقات

  1. أنا بالفعل أفكر في هذا منذ أن قامت الثورة في مصر

    و لكن الكيفية أحترت فيها

    من ضمن الأشياء التي أفكر فيها من أكثر من عام هو الجامعات فلو استطعنا تكوين مجموعات مستخدمين برمجيات حرة في الجامعات فهي خطوة قوية و مساعدة

    فالجامعات لها دور مهم فكثير من الدارسين لمجالات التقنية بصورها العديدة لا يدرسون أي شيئ عنها و إن درسوا فتكون فقط فكره بسيطة ( على حد علمي)

    أيضا لو تم الاتفاق على صيغة لرسالة ذات شرح وافي مرفق معها دراسات و تجارب في دول أخرى يكون شيئ جيد

    ردحذف
  2. بارك الله فيك على الإثراء الأخ thenubianmuha
    فكرة الرسالة مع دراسة لتجارب الدول الأخرى جميلة جدا و يمكن اعتمادها لاقناع أصحاب القرار بجدوى البرمجيات الحرة.
    طبعا هذا يتطلب البحث عن تجارب الدول مع المصادر المفتوحة و تقييم للفائدة التي حققتها بما فيها التكلفة. هناك دول مثل الهند و الصين و البرازيل و روسيا لها تجارب معتبرة في نشر البرمجيات الحرة في المدارس و الجامعات و الدوائر الحكومية.

    ردحذف
  3. اسف لأني لم أكمل السطر الأخير

    أيضا لو تم الاتفاق على صيغة لرسالة ذات شرح وافي مرفق معها دراسات و تجارب في دول أخرى يكون شيئ جيد

    لكي ترسل إلى الجهات العليا صاحبة القرار في بلادنا كي يكون الأمر جدي و ليس مرد كلام و آراء

    ردحذف
  4. لم أنتبه لردك أسف

    بارك الله فيك أنت أيضا

    ردحذف
  5. لا بد كذلك مهندسنا العزيز من الاهتمام بالهاردوير مفتوح المصدر خصوصا في طرفيات الحاسب مثل الطابعات و المسحات الضوئية

    ردحذف
    الردود
    1. أجل التحرر يعني الاستقلالية التامة في التقنية وهذا يحدث عندما نستطيع بناء التقنية الموجودة بأنفسنا على الأقل.
      طبعا هذا يختلف عن منافسة الموجودين (خصوصا الصين من ناحية تكاليف الانتاج الإجمالية) والذي يشكل الخطوة التالية في التطور

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تبدأ شركة ناشئة؟

كيف تحصل على أفكار لشركة ناشئة؟

دليل الطالب للشركات الناشئة